meta name='verify-v1' content='ZReoKhyj7ixYbBIg3hfD+0FFKV/CWqZBpHaXFbJmO3s=' > Mohamed El Tabei "Prince of Journalism": الرجل القمة .... بقلم محمود السعدني

14‏/09‏/2008

الرجل القمة .... بقلم محمود السعدني





الشرق الأوسط السبت 18 ديسمبر
1993
الرجل . . . القمة !
بقلم : محمود السعدني

بدأت صلة العبد لله بالكاتب الصحفي محمد التابعي على صحفات ( اخر ساعة ) ، ثم تعقبته على صحفات ( اخبار اليوم ) و تمنيت من أعماقي ان التقي به مرة و أجلس معه و أتحدث إليه ، و جاءت الفرصة في معرض أقامه الرسام طوغان في نهاية الاربعينات ، و صافحت التابعي و تحديث أليه و ألتقط المصور صورة تذكارية للعبد لله الي جانبه ، وقلت للكاتب الكبير إنني في حاجة الي وقت أطول للحديث معه ، فأجابني ببساطة ، مرحبا بك في اي وقت .. سألته .. فين ؟ أجاب : في منزلي بالزمالك ، و صور لي غروري و أنا في بداية شبابي أنني صرت من أصدقاء محمد التابعي ، و كيف لا اكون صديقه و قد دعاني إلي منزله ؟ و خطفت رجلي بعد أيام و ذهبت إلي منزل محمد التابعي ، و فتح الباب خادم عجوز ، و سألت عن الاستاذ التابعي ، فسالني عن إسمي ، ثم عاد بعد قليل و قال : البيه نائم !! ، و أستبد بي الغيظ لحظات ثم أخرجت ورقة من جيبي و كتبت عليها عدة سطور ( تابعي .. إن لي قلما كقلمك ، و لكنه أرفع و أروع ، و عندما يحين الوقت المناسب سأكتب للملايين قصة الذين يسكنون الزمالك و يكتبون عن ألام الناس في حوش بردق و شق الثعبان ) .
و هكذا أنقطعت ( الصداقة ) بيني و بين التابعي ، و بعد خمسة عشر عاما كتبت عدة حلقات عن شخصيات مصرية تحت عنوان ( رجل فوق القمة ) بدأتها بيوسف وهبي و الدكتور انور المفتي و الشيخ مصطفى إسماعيل و المهندس حسن فتحي ، ثم جاء الدور على محمد التابعي ، و أتصلت بمحمد التابعي و وصلني صوته على التليفون هادئا ، و ضرب لي موعدا في اليوم التالي .

و في الموعيد المحدد ذهبت إليه ، و استغرق حديثي معه أربع جلسات على مدى أسبوع ، أكتشفت ان الكاتب الكبير لا يعيش زماننا و لا يجد نفسه ، فالقاهرة التي يعرفها تغيرت ، و الناس أيضا ، سألته : هل يسهر في اماكن خارج البيت ؟ سألني : و هل هناك يطمئن الانسان الي ما يقدمه ؟ .. و أكتشفت أنه لا يغادر بيته إلا نادرا ، و عرفت أنه لا يزور أحدا و لكن الاصدقاء يحضرون لزيارته ، و لم يكن أصدقاؤه من النوع العادي ، و لكنهم كانوا زبدة مجتمع مصر ، سألته عن كاتب كبير و رأيه في ما يكتبه ؟ فأجابني : أنه يهدي كتبه الي أبني و أحيانا أتصفحها ! سألته عن شاعر كبيرا ؟ فقال : لا بأس به ! و رحت أنظر الي محمد التابعي و هو جالس أمامي و ألتمست له العذر .
فهذا الرجل كانت تهابه الحكومات و تعمل له ألف حساب ، و كل الفنانين الكبار شهد خطواتهم الاولى و أشترك في صنع أمجادهم ، كلهم و بلا إستثناء ، من أول أم كلثوم الي عبد الوها ب الي اسمهان الي فريد الاطرش ، و كل اصحاب الاقلام الذهبية و الاسماء الرنانة كانوا تلاميذه و ابناءه كلهم من أول مصطفى أمين لعلي امين لكامل الشناوي لابراهيم الورداني لمامون الشناوي لمحمد حسنين هيكل ، ثم ... إنه صاحب الفضل في الصورة التي أصبحت عليها الصحافة المصرية الحديثة و نفس الشئ ينطبق على الصحافة العربية .. أنه رجل ليس فوق القمة ، و لكنه القمة نفسها ، و بعد نشر الموضوع بساعات ، تلقيت تليفونا من التابعي يشكرني على ما كتبته ، و أعتبرت هذة المكالمة هي أكبر جائزة صحفية نلتها في حياتي .

رحمة الله عليه أستاذنا محمد التابعي ، بمناسبة ذكرى رحيله عن دنيانا في ديسمبر 1976 .

هناك تعليق واحد:

حواء يقول...

فعلا التابعى علم من اعلام الصحافة والانسانية كمان ده طبعا عرفته من كتاباته والكلام عنه وعلاقاته عشان كدة هو رجل القمة بس مش عارفة بعتب عليه تجاهله للسعدنى ياترى هو راح له دون ميعاد سابق ونعروف ان الارستقراطيين لهم نظام معين لازم يمشوا عليه .. ورغم رسالة السعدنى القاسية لكن التابعى لم يهتم بها كأنه على يقين ان السعدنى مسيره يعرفه اد ايه ان التابعى رجل متواضع وفعلا فى اول كلام للسعدنى عن التابعى- بعد اول مقابلة حقيقية -كان فى قمة الامانة فى كلامه رغم انها معرفة ساعات قليلة ... تحياتلا لك يا محمد مجهود تحسد عليه
(نونا)