meta name='verify-v1' content='ZReoKhyj7ixYbBIg3hfD+0FFKV/CWqZBpHaXFbJmO3s=' > Mohamed El Tabei "Prince of Journalism": فبراير 2010

22‏/02‏/2010

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

كتبها حسن توفيق ، في 23 أكتوبر 2008 الساعة: 21:55 م

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

الهمشري.. شاعر الحب والموت

122479

بقلم: حسن توفيق

كانوا أربعة شبان، يتلاقون في ألفة ومحبة عند صخرة، سموها «صخرة الملتقى» وكان هؤلاء الأربعة من الشعراء الذين تتقارب ميولهم وأمزجتهم، ولهذا كانت قصائدهم تتناول موضوعات ذات صلة بتلك الميول والأمزجة المتقاربة، فهم يشتكون أوجاع الحب، كما يتغنون بالطبيعة من حولهم، وقد يتذكرون المصير المحتوم الذي يواجهه كل إنسان في خاتمة رحلته مع الحياة.

هؤلاء الأربعة هم إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وصالح جودت ومحمد عبدالمعطي الهمشري، وقد أحببت هؤلاء جميعا، وعرفت الثالث منهم معرفة وثيقة رغم ما كان بيننا من اختلافات في التوجهات السياسية، أما الرابع الذي أود أن أشير إليه فقد رحل عن عالمنا وهو في مقتبل الشباب.

محمد عبدالمعطي الهمشري هو ابن أخت الكاتب الكبير محمد التابعي، وهو ينتمي إلى قرية صغيرة جميلة من قرى محافظة الدقهلية في مصر، وهي قرية «نَوَسَا البحر» وكان هذا الشاعر الذي ولد سنة 1908 ورحل عن عالمنا سنة 1938 لا يحب اسمه الثلاثي، ويقول لأصدقائه لا يمكن أن يكون شاعراً من يتألف اسمه من «عبدالمعطي» ولهذا كان ينشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية باسم «م. ع. الهمشري» وتشاء الحياة أن يولد فيما بعد شاعر أسمه «أحمد عبدالمعطي حجازي» الذي ظل هو الآخر ينشر قصائده باسم «أحمد ع. حجازي» هرباً، ربما، من حكاية «عبدالمعطي»!.

تذكرت هذا الشاعر الرقيق، بينما كنت أقرأ وأكتب عن خاله محمد التابعي، فقد أشار محمد عبدالمعطي الهمشري الى اسم قريته التي ولد فيها خاله من قبله بالطبع في إحدى قصائده العذبة، وهي قصيدة حب، كتبها عن «فتحية» الجميلة التي أسماها «توحة» للتدليل فيما كتب، أما أشهر قصائد الهمشري فهي بعنوان «النارنجة الذابلة» وفيها من مشاعر الفقد ما فيها، وأتذكر أني قد عقدت مقارنة بينها وبين قصيدة باللهجة العامية القطرية، كتبها الشاعر الدكتور مرزوق بشير بعنوان «جصوكِ يا السدرة» وقد غناها الراحل الجميل فرج عبدالكريم. وإلى جانب القصيدة الأشهر للهمشري، فإن له قصيدة مطولة بعنوان «شاطىء الأعراف» وقد كتب عنها نقاد وباحثون مرموقون على امتداد سنوات بعد نشرها سنة 1934 على ما أذكر في مجلة «أبولو» الشعرية التي كان يصدرها الدكتور أحمد زكي أبوشادي.. وهكذا عرفت الساحة الأدبية هذا الشاعر الرقيق باعتباره شاعر الحب والموت.. ونلتقي هنا مع ما أتذكره من أبيات قصيدة «إلى نوسا» ومقتطفات من «النارنجة الذابلة»..

إلى نَوَسَا

منكِ الجمال ومنِّي الحب يا نَوَسَا

فعللي القلبَ إن القلب قد يئسَا

يا حبذا نفحة من «توحةٍ» خطرتْ

أطالت النفسُ من أسبابها النَفَسَا

إن تسمعي قرعَ ناقوسٍ بقريتكم

في مطلع الفجر ينعى الليل والغَلَسَا

فإنه قلبيَ المنكودُ يذكركم

فهل سمعتِ بقلبٍ قد غَدَاَ جَرَسَا

الروح إن ظمئتْ يوماً فحاجتها

خمر سماويةٌ فاحت بها قُدُسَا

وأنت يا «توح» روحانيةٌ خُلقتْ

لكي ترينا عُلاَ الجنات منعكسَا

من «النارنجة الذابلة»

نارنجتي.. تالله.. مُذْ فارقتني

وأنا حليفُ كآبةٍ خرساء

أصبحتُ بعدك في انقباضٍ موحشٍ

وكأنني منه مساءَ شتاءِ

تستشرف الأعطار في آفاقها

روحي إليك وراء كل فضاءِ

وترفُّ في دهليز كلِّ أشعةٍ

قمراء أو ترنيمة بيضاءِ

.. كانت لنا عند السياج شجيرةٌ

أَلِفَ الغناء بظلها الزرزورُ

طفق الربيع يزورها متخفياً

فيفيض منها في الحديقة نورُ

حتى إذا حل الصباح تنفستْ

فيها الزهور وزقزق العصفورُ

كانت لنا.. يا ليتها دامت لنا

أو دام يهتف فوقها الزرزورُ

-------------

نقلا عن مدونة أ: حسن توفيق

http://magnoonalarab.maktoobblog.com/1393386/ابن-أخت-التابعي-من-يعرفه؟/