meta name='verify-v1' content='ZReoKhyj7ixYbBIg3hfD+0FFKV/CWqZBpHaXFbJmO3s=' > Mohamed El Tabei "Prince of Journalism"

28‏/03‏/2010

الدار البيضاء تكرم التابعــي


الدار البيضاء تكرم التابعــي



بقلم أ. أمل خليفة


سيقام بالمجمع الثقافي " حسن الصقلي" في العاصمة الاقتصادية أيام 25 - 26 - 27 مارس الجاري مهرجان الدار البيضاء الثاني عشر للأغنية العربية الذي تنظمه النقابة

الحرة للموسيقيين المغاربة وسيتم تكريم الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي ضمن فاعليات هذا المهرجان .يشارك في مهرجان الدار البيضاء العديد من الفنانين العرب من مختلف البلدان العربية مثل محمد البلوشي من الكويت وديانا كرازون من الأردن وحسين أسيري من البحرين وكنانة قصير من سوريا وزكية محمد من الجزائر وطارق جهاد من تونس ورامي زيتوني من سوريا ووسام حسني من مصر ومن المغرب محمد العنبري وإبراهيم بركات وزينب ياسر فضلا عن الفنان بدر ,وتتضمن هذه الاحتفالية مسابقة في الأغنية العربية يشارك فيها مختلف البلدان العربية لنيل جوائز المهرجان وستقوم لجنة التحكيم، التي يرأسها الفنان المصري الكبير سمير صبري برفقة أعضاء آخرين هم: أمين الخياك من سوريا وعلي عباس من فلسطين والمنتج محمد سعيد الغامدي من السعودية ورئيس الجوق الوطني المغربي عز الدين منتصر وطارق النجار من المغرب، باختيار الفنانين الفائزين. وعلي هامش هذه الاحتفالية التي تنظم بدعم من وزارة الثقافة وبالتعاون مع ولاية جهة الدار البيضاء الكبري وبمساهمة من المسرح الوطني محمد الخامس سيقام معرض للفنون التشكيلية للنقابة الحرة للتشكيليين المغاربة بالإضافة إلي توقيع الألبومات الجديدة للمشاركين في المهرجان.
المهرجان سيحمل هذه الدورة اسم الفنان الراحل المرحوم عبد السلام خشان الرئيس السابق للجوق الملكي.
وسيكرم المهرجان أمير الصحافة العربية الراحل الأستاذ محمد التابعي ومجموعة من الفنانين منهم نقيب المهن الموسيقية بجمهورية مصر العربية منير الوسيمي والمطربة ديانا كرازون والعازف المغربي محمد الإدريسي ويحضر هذا المهرجان الأستاذة شريفة التابعي ابنة الكاتب الصحفي محمد التابعي وزوجها سعادة السفير محمد خيرت سفير مصر بكولومبيا بالإضافة إلي العديد من الشخصيات المهمة من داخل الوطن العربي وخارجه

22‏/02‏/2010

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

كتبها حسن توفيق ، في 23 أكتوبر 2008 الساعة: 21:55 م

ابن أخت التابعي.. من يعرفه؟!

الهمشري.. شاعر الحب والموت

122479

بقلم: حسن توفيق

كانوا أربعة شبان، يتلاقون في ألفة ومحبة عند صخرة، سموها «صخرة الملتقى» وكان هؤلاء الأربعة من الشعراء الذين تتقارب ميولهم وأمزجتهم، ولهذا كانت قصائدهم تتناول موضوعات ذات صلة بتلك الميول والأمزجة المتقاربة، فهم يشتكون أوجاع الحب، كما يتغنون بالطبيعة من حولهم، وقد يتذكرون المصير المحتوم الذي يواجهه كل إنسان في خاتمة رحلته مع الحياة.

هؤلاء الأربعة هم إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وصالح جودت ومحمد عبدالمعطي الهمشري، وقد أحببت هؤلاء جميعا، وعرفت الثالث منهم معرفة وثيقة رغم ما كان بيننا من اختلافات في التوجهات السياسية، أما الرابع الذي أود أن أشير إليه فقد رحل عن عالمنا وهو في مقتبل الشباب.

محمد عبدالمعطي الهمشري هو ابن أخت الكاتب الكبير محمد التابعي، وهو ينتمي إلى قرية صغيرة جميلة من قرى محافظة الدقهلية في مصر، وهي قرية «نَوَسَا البحر» وكان هذا الشاعر الذي ولد سنة 1908 ورحل عن عالمنا سنة 1938 لا يحب اسمه الثلاثي، ويقول لأصدقائه لا يمكن أن يكون شاعراً من يتألف اسمه من «عبدالمعطي» ولهذا كان ينشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية باسم «م. ع. الهمشري» وتشاء الحياة أن يولد فيما بعد شاعر أسمه «أحمد عبدالمعطي حجازي» الذي ظل هو الآخر ينشر قصائده باسم «أحمد ع. حجازي» هرباً، ربما، من حكاية «عبدالمعطي»!.

تذكرت هذا الشاعر الرقيق، بينما كنت أقرأ وأكتب عن خاله محمد التابعي، فقد أشار محمد عبدالمعطي الهمشري الى اسم قريته التي ولد فيها خاله من قبله بالطبع في إحدى قصائده العذبة، وهي قصيدة حب، كتبها عن «فتحية» الجميلة التي أسماها «توحة» للتدليل فيما كتب، أما أشهر قصائد الهمشري فهي بعنوان «النارنجة الذابلة» وفيها من مشاعر الفقد ما فيها، وأتذكر أني قد عقدت مقارنة بينها وبين قصيدة باللهجة العامية القطرية، كتبها الشاعر الدكتور مرزوق بشير بعنوان «جصوكِ يا السدرة» وقد غناها الراحل الجميل فرج عبدالكريم. وإلى جانب القصيدة الأشهر للهمشري، فإن له قصيدة مطولة بعنوان «شاطىء الأعراف» وقد كتب عنها نقاد وباحثون مرموقون على امتداد سنوات بعد نشرها سنة 1934 على ما أذكر في مجلة «أبولو» الشعرية التي كان يصدرها الدكتور أحمد زكي أبوشادي.. وهكذا عرفت الساحة الأدبية هذا الشاعر الرقيق باعتباره شاعر الحب والموت.. ونلتقي هنا مع ما أتذكره من أبيات قصيدة «إلى نوسا» ومقتطفات من «النارنجة الذابلة»..

إلى نَوَسَا

منكِ الجمال ومنِّي الحب يا نَوَسَا

فعللي القلبَ إن القلب قد يئسَا

يا حبذا نفحة من «توحةٍ» خطرتْ

أطالت النفسُ من أسبابها النَفَسَا

إن تسمعي قرعَ ناقوسٍ بقريتكم

في مطلع الفجر ينعى الليل والغَلَسَا

فإنه قلبيَ المنكودُ يذكركم

فهل سمعتِ بقلبٍ قد غَدَاَ جَرَسَا

الروح إن ظمئتْ يوماً فحاجتها

خمر سماويةٌ فاحت بها قُدُسَا

وأنت يا «توح» روحانيةٌ خُلقتْ

لكي ترينا عُلاَ الجنات منعكسَا

من «النارنجة الذابلة»

نارنجتي.. تالله.. مُذْ فارقتني

وأنا حليفُ كآبةٍ خرساء

أصبحتُ بعدك في انقباضٍ موحشٍ

وكأنني منه مساءَ شتاءِ

تستشرف الأعطار في آفاقها

روحي إليك وراء كل فضاءِ

وترفُّ في دهليز كلِّ أشعةٍ

قمراء أو ترنيمة بيضاءِ

.. كانت لنا عند السياج شجيرةٌ

أَلِفَ الغناء بظلها الزرزورُ

طفق الربيع يزورها متخفياً

فيفيض منها في الحديقة نورُ

حتى إذا حل الصباح تنفستْ

فيها الزهور وزقزق العصفورُ

كانت لنا.. يا ليتها دامت لنا

أو دام يهتف فوقها الزرزورُ

-------------

نقلا عن مدونة أ: حسن توفيق

http://magnoonalarab.maktoobblog.com/1393386/ابن-أخت-التابعي-من-يعرفه؟/

20‏/12‏/2009

خواطر . . . رأس السنة بقلم محمد التابعى

نقترب هذه الأيام من أعياد عيد الميلاد المجيد و رأس السنة الميلادية، و المقالة التالية للتابعى هى خواطر و ذكريات عن تلك الأيام، بعضها طريف ..أتساءل هل تغيرنا كثيرا فيما نعرفه و ما نجهله؟؟a

( الأخبار 1 يناير 1960 )

يوميات الأخبار
يكتبها اليوم : محمد التابعي
خواطر . . . رأس السنة
كل عام و انتم جميعا بخير و عافية . . فاليوم رأس السنة الميلادية
و نحن جميعا – حكومة و هيئات و أفرادا – نؤرخ المراسلات و الحوادث بالشهور الإفرنجية و السنين الميلادية . . و الصحف فقط و بعض الهيئات الحكومية – لا كلها – هي التي تذكر التاريخ الهجري من شهر و سنة و التاريخ القبطي إلي جانب الشهر الإفرنجي و السنة الميلادية . .
بل إن الكثيرين منا لا يحفظون أسماء الشهور العربية . .
و قليلون جدا هم الذين يحفظون أسماء الشهور القطبية . .
أما في مراسلاتنا الخاصة فنحن نكتفي بكتابة التاريخ الميلادي .
و تاريخنا كله . . إما قبل الميلاد . . و إما بعد الميلاد ، ولا ذكر فيه لسنة كذا قبطية أو سنة كذا قبل الهجرة أو بعد الهجرة . .
و ربما كان السبب في هذا أن الذين حققوا تاريخ مصر و كشفوا عن أثارها القديمة و فكوا رموز الهيروغليفية و وثائق أوراق البردي كانوا جميعا من الفرنجة . .
***********
و نحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح علية السلام . . و نحتفل بعيد رأس السنة الميلادية .
و الحكومة وحدها و بعض الهيئات هي التي تحتفل بعيد ميلاد النبي عليه الصلاة و السلام و بعيد رأس السنة الهجرية .
و قليلون جدا من الأفراد الأتقياء الصالحون هم الذين يحتفلون بهذين العيدين .
و لعل السبب هو إننا نميل بطبيعتنا إلي البهجة و المرح . . و في احتفالات الأجانب و إخواننا المسيحيين بأعيادهم كثير من البهجة و المرح . .
أما أعيادنا نحن – و اقصد أعيادنا الدينية – ففيها شيء غير قليل من الكآبة و التزمت . . بل فيها بكاء و نواح . .
و في بيوت كثيرة في صباح يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى . . يرتفع صرا و عويل . . و ضرب و لطم و نواح على ( سبع البيت ) الذي طواه الموت . . أو ( فايت لي دول لمين يا جملي ) .
و ( دول ) هم الأطفال الصغار !
أو ( يا خراب البيت من بعدك ، يا أبويا . . أو يا اخويا . . أو يا غالي ! إلي أخره . . .
ثم يركب الجميع عربة إلي المقابر لكي يمضوا يومهم – يوم العيد – في البكاء و النواح و ذكر الفقيد العزيز .
و هذا وفاء ، ما في هذا شك .
و لكنني اشك في أن .................... كثيرا أو قليلا بهذا الوفاء . . الكئيب . . و من هنا ينشأ أطفالنا و صغارنا و قد انطبعت في نفوسهم و ذاكرتهم صورة حزينة كئيبة عن أعيادنا نحن المسلمين .
*****************
و لسنا وحدنا في عدم ............. بأعيادنا . . و انظروا إلي الفنادق الكبيرة و المطاعم المشهورة و الدور التجارية في عاصمة البلاد ، القاهرة .
هل بينها من يحتفل أو يقيم زينة ما بمناسبة مولد النبي عليه الصلاة و السلام أو بمناسبة رأس السنة الهجرية ؟
هل بينها من يقدم طعاما خاصا بمناسبة أحد هذين العيدين ؟
هل بينها من يقيم حفلة ساهرة . . ! هل بينها من يعرض زينات خاصة أو بضائع خاصة في واجهة محله التجاري . . بمناسبة عيد مولد نبي الإسلام أو رأس السنة الهجرية !
كلا . . لأن الاحتفالات كلها و الزينات كلها . . و البرامج و السهرات الخاصة كلها . . و الواجهات أو ( الفترينات ) المنظمة تنظيما جميلا بمعروضاتها الخاصة كل أولئك مقصور على عيدي الميلاد و رأس السنة الميلادية . .
بل أن عيد ميلاد السيد المسيح عند إخواننا الأقباط و الكنيسة الشرقية لا يحظى بنصيب ما من هذا الاهتمام !
الاهتمام كله مركز على العيدين عند الأجانب و الطوائف الغربية !
****************
ثم أعود إلي الذكريات . . .
منذ نحو عشرين عاما كتبت في رأس السنة . . أول يناير . . السطور التالية . . .
يومان في ل عام كنت أقضيهما في الفراش و فوق رأسي كيس من الثلج أحاول إن اخفف ببرودته ما خلفته السهرة فر رأسي من نار و بخار !
19 مايو . . أي غداة الاحتفال بذكرى – ولا أقول عيد – مولدي لأن أصدقائي متفقون على أن مولدي ليس بالحادث الذي يحتفل به أو الذي نشرب بمناسبته الأنخاب .
و اليوم الأخر هو أول يناير .
أما في العام الماضي فقد استقبلت صباح 19 مايو و في قلبي – لا فوق رأسي – تقل من الثلج خلفه أمل خاب . .
و كان يوم 19 مايو بالذات هو يوم الوادع و يوم الفراق .
و اليوم – أول يناير – اجلس إلي مكتبي في الصباح الباكر و رأسي أصفى و ابرد ما يكون فقد كنت أقسمت أن امضي ليلة رأس السنة في مسكني وحدي و أن استقبل العام الجديد بعزم جديد . .
و سحبت نفسي إلي مسكني . . و أنا أعيش بمفردي . .
و النور الخافت الذي أضأته كان يلقي ظلالا ثقيلة من الذكريات . .
و ما أمر الوحدة عندما يحس المرء منا أن كل عام جديد يدنيه خطوة من خريف الحياة !
و أمام المدفأة تراخيت في مقعد كبير ، و أدرت مفتاح الراديو و إذا بالمذيع يقول أنه باق على استئناف البرنامج لحظات سوف يملؤها باسطوانة للآنسة ( أم كلثوم ) .
و لقد شاء ذوق المذيع أن يختار أغنية ( ياما أمر الفراق ) !
و كان يمكنه – و الليلة رأس السنة أن يختار مثلا ( افرح يا قلبي ) أو ( يا بهجة العيد السعيد ) . . و لكنه اختار ( ياما أمر الفراق ) .
كأنما النور الخافت و الوحدة و القلب الكسير كانت تحتاج في انسجامها إلي هذا اللحن الحزين!
ياما أمر الفراق . . و تفتحت عيون الذكريات !
***************
كانت هذة أول مرة امضي فيها عيد رأس السنة في مصر . . منذ خمس سنوات .
و ها أنا أمضيه وحدي . . أنا الغريب في بلدي . . الغريب بين الأهل و الأصحاب ، و من وراء غلالة من الدمع المحبوس مر شريط طويل من الصور . . بعضها هنا في مصر . . و معظمها هناك عبر البحار . .
في باريس و في لندن ، و في زيوريخ و سان موريتز ، و بال و بودابست و برلين و انسبروك و بروكسيل و برجن و اوسلو ، و نيويورك . . بل في ترنيتداد بجزر الهند الغربية .
صور و صور . . و كل صورة منها كانت صفحة من كتاب الحياة و قد كتبتها بدم قلبي .
و ها هو ذا القلب قد جف أو كاد . . فهل في مداده القاني بقية لكتابة سطر واحد جديد ؟
**************
و دقت الساعة الحادية عشرة . . .
ساعة واحدة باقية على مولد العام الجديد ، ساعة واحدة ثم تطفأ الأنوار لكي يتبادل المحبون الأماني و الآمال . . و القبلات .
و ما أنا في حاجة إلي إطفاء الأنوار . . فإن قلبي مغمور في الظلام .
**************
و هذة السطور كتبتها كما قلت منذ نحو عشرين عاما . . أي قبل أن أتزوج و ارزق بطفلين و الثلاثة هم الآن عندي كل شيء في الحياة و الحمد لله .
*************
ثم انقل القراء بعض ما كتبه مصطفى أمين في العدد نفسه من أخر ساعة و منذ نحو عشرين عاما . . و لم يكن قد أكمل بعد السابعة و العشرين من عمره ! قال : -
أقبل رأس السنة و قلبي معتنق مذهب لينين و ستالين أي المبادئ الشيوعية في الهوى و الغرام فقد كنت أقمت على قلبي خط ماجينو يمنع الغزو و يقف دون المغرين ، ثم سقطت ( قلعة ) قلبي في يد الغزاة و الفاتحين فاستعبدها البعض و أذلها الآخرون ثم تحرر قلبي من الهوى و الهوان و زال استعباد الفرد ليحل مكانه استعباد المجموع !
و لي ثلاث صديقات أحبهن جميعا و لست اعرف من المفضلة عندي ، فالأولى أجملهن و الثانية أذكاهن و الثالثة ارشقهن ، و لو كان الثلاثة واحدة لكانت المرآة الكاملة الوحيدة في الوجود . . .
و كان الموعد الأول في فندق مينا هوس و الحضور بسترة الفراك . . و كان الموعد الثاني في فندق هليوبوليس بمصر الجديدة و الحضور بسترة السموكن . . و الموعد الثالث في المعادي و الحضور بالملابس العادية .
و حرت بين المواعيد الثلاثة . . و النساء الثلاث . .

و أخيرا قررت أن اعتذر عن عدم الذهاب إلي المواعيد الثلاثة ، و أمسكت بالتليفون و قلت للأولى أن هناك أزمة وزارية . . و قلت للثانية إنني مشغول بأخبار الغزو الألماني لإيطاليا . . و قلت للثالثة أن وزير الأوقاف قد استدعاني ليعطني تصريحا عن أوقاف المسلمين .
****************
و ذهبت أنا و صديقي كمل الشناوي إلي صالة بديعة مصابني و جلسنا وحدنا نتطلع إلي وجوه الفتيات الراقصات كما يتطلع الجائع إلي طعام وراء زجاج فترينة مطعم مشهور .
و دقت الساعة الثانية عشرة و أطفئت الأنوار وحدث هرج و مرج ، و طرقعت القبلات و تلفت حولي لأجد وجها اقبله فلم أجد سوى كامل الشناوي . . و ترددت هل اقبله أو لا ؟
و أقنعت نفسي أن عملا كهذا هو الذي يسميه القانون ( فعل علني فاضح في الطريق العام )
ثم أضيئت الأنوار . . .
و لكنني أحسست كأن الظلام لا يزال . . فقد أضيئت الأنوار في عيون جميع الجالسين في صالة بديعة ماعدا عيني . . كأن الظلام يزداد حلكة ، و كانت عيناي تبكيان بلا دموع ، و كأن في قلبي مأتم على الذكريات .
كانت هذة أول سنة بعد سبع سنوات لا افتتحها بقبلة حارة على شفتين حارتين . . و كانت هذة أول سنة لا اشترك في ضجيج الراقصين . . و كانت هذة أول مرة اشعر فيها إنني أعيش حقا على ( هامش الحياة ) .
و مرت أمام عيني . . . قبلاتي السبع الماضيات في نيويورك و واشنطون و روما و المحيط الأطلسي . . و . . و . . غيرها . . هذة القبلات التي كانت ( الباروكة ) التي أتبرك بها كل عام ! .

محمد التابعي .

13‏/11‏/2009

استقبال السائحين بالطبل و المزمار !

من مقالات التابعى فى أوائل الخمسينات و كأنها كتبت أمس
--------------------------
--------------------------
---------------

من أسبوع لأسبوع
بقلم : محمد التابعي
استقبال السائحين بالطبل و المزمار !

يبدي ولاة الأمور اهتماما مشكورا بتنشيط السياحة و حسن استقبال السائحين .
و لقد ذهبوا في اهتمامهم – أو حماستهم – إلي حد الابتكار و التجديد . . . و إدخال ألوان جديدة على فن الدعاية السياحية لم تسبقنا إليها دولة من الدول التي يقصد إليها السائحون بالآلاف و ينفقون فيها عشرات الملايين . . .
إلي هنا و اعتقد انني قد وفيت هذا ( الابتكار و هذا التجديد ) حقهما من التنويه ؟!
لقد رأى ولاة الأمور أن يستقبلوا السياح بالموسيقى . . و أن يستقبلهم محافظ الإسكندرية . . و أن تقدم لهم طاقات الزهور . . . و أن يغادر وزير للإرشاد القومي مكتبه لكي يستقبلهم في حفلة شاي أو يرافقهم في الطواف هنا و هناك . . .
و فرنسا التي يبلغ دخلها السنوي من السياحة أكثر من ثلاثمائة مليون من الجنيهات لا تفعل هذا ولا شيئا من هذا . . . فلا هي توفد فرقا موسيقية ولا هي توفد محافظ مرسيليا أو عمدة شربورج أو الهافر أو كالية لاستقبال السائحين . . .
و مثلها ايطاليا التي لا يقل دخلها السنوي من السياحة عن دخل فرنسا . . . و لا سويسرا ولا النمسا . . . ولا أي بلد من البلدان التي يقصدها السائحون بالآلاف و عشرات الآلاف . . . و يمضون فيها الأسابيع بل الشهور . . .
و ليس معنى هذا انني أريد أن ابخس هذا الابتكار أو الاختراع المصري السياحي الجديد حقه من الثناء و لكنني أريد أن أقول إن الاستقبال الموسيقي لا يقدم ولا يؤخر . . و أن استقبال محافظ الثغر و كبار موظفي الدولة للسائحين لا يقدم ولا يؤخر . . . و أن السائحين الذين يفدون على مصر – و بالرغم من هذا الطبل و المزيكة – لا يقيمون في مصر سوى أيام قليلة . . . و أن معظمهم يزورون القاهرة يوما أو يومين ثم يعودون إلي الباخرة . . . و القليل جدا منهم من يزور الأقصر و يبقى فيها أربعة أو خمسة أيام . . ثم يعود الجميع إلي الباخرة و يغادرون مصر على أنغام الموسيقى و تحيات محافظ المدينة . . . حاملين معهم – كما نرجو – ذكرى طيبة عن لطف و مجاملة السلطات المصرية . . . و تاركين وراءهم اقل قدر ممن من العملات الصعبة أو الدولارات التي نحن في اشد الحاجة إليها . . . و هي التي أوحت – فيما اعتقد – بهذا الابتكار و التجديد !
****
ثم أحب أو أتسال – من غير أي مساس أو انتقاص من قدر هذا الابتكار و التجديد – أحب أن أتسال هل سيصبح هذا الاستقبال الموسيقى الرسمي سنة مقررة .. كلما دخلت ميناء الإسكندرية باخرة تحمل عددا من السائحين ؟
و ما هو الحد الأدنى لعدد عن السائحين الذين لهم الحق . . . في هذا الاستقبال ؟
هل يجب أن لا يقل العدد عن خمسمائة سائح وألا . . . فلا طبل ولا زمر ولا محافظ في استقبالهم ؟
أم أن هناك ( كادرا ) للسائحين ؟
و إذا كان عددهم مثلا ثلاثمائة اكتفينا بإيفاد وكيل المحافظ . . و فرقة موسيقية مكونة من طبلتين اثنتين و ثلاثة مزامير . . .
أما إذا كان العدد مائة فانة يكتفي في استقالتهم بحكمدار المدينة . . . و طبلة واحدة و مزمارين ؟
و بصرف النظر عن أي استقبال موسيقي لأي عدد يقل عن الخمسين ! . .
و اعترف انني اسخر . . . و لكنني اعتقد أن من حقي كمصري و كصحفي أن أقول ما اعتقد انه حق ، حتى ولو لم يسر به أصحاب هذا الابتكار و التجديد !

*****
خير و أولى أن تبحثوا و تسالوا لماذا يقبل السائحون بالآلاف على زيارة فرنسا و ايطاليا و غيرهما . . . و يمضون في زيارتهم الأسابيع و الشهور ؟
و لماذا يختصر السائحون مدة زيارتهم لمصر ولا يبقون فيها سوى أيام معدودة ؟
ماهي أسباب الراحة التي يجدونها هناك ؟ . . و أسباب التسلية و البهجة و الاستمتاع التي يجدونها هناك و تغريهم بالبقاء أطول مدة . . .
. . . و أسباب الملل و السأم و التعب التي يجدونها هنا في مصر و تحملهم على اختصار مدة إقامتهم بيننا ؟
أريحوا فرق الموسيقى . . . و أريحوا المسكين محافظ الإسكندرية . . و اتعبوا أنفسكم و مستشاريكم الفنيين في البحث و لو قليلا عن أسباب نجاح السياحة هناك و فشلها هنا ؟ . . و لماذا يبلغ دخل السياحة هناك عشرات الملايين .. . ولا يبلغ دخلها هنا عشرات الألوف ؟!
و لماذا انصرف السائحون عن مصر . . . و اقبلوا على مشاتي و مصايف الريفييرا ( في فرنسا و ايطاليا ) . . . و على روما و باريس ؟ . .
انصرف السائح عن مصر لان مصر أرادت منه أن ينزل على شروطها . . .
و اقبل على فرنسا و ايطاليا لانهما قبلتاه على شروطه هو . . . و لم تحاول أحداهما أن تفرض عليه أحكام ابن حنبل !
سائح اليوم – و كل يوم و كل عصر – يطلب التسلية و المتعة و أن يقضي إجازته خارج بلاده في مرح و سرور . . . و لكننا نريد من كل سائح يزور مصر أن يلبس عمامة كبيرة . . . و أن يستغفر و يحوقل و أن يعد على مسبحة طويلة أسماء الله الحسنى . .. و الصفات الطيبات التي ينبغي أن يتحلى بها عبيد الله المؤمنون المتقون !
و إحنا مالنا ؟ !!
مالنا نحن إذا سكر السائح أو لعب القمار أو بات ليلته يرقص حتى الصباح ؟!
و لكن ! . . ممنوع الشرب الساعة كذا ! . . . و ممنوع رقص كذا و كذا . . . و ممنوع الرقص بعد الساعة كيت ! . . و ممنوع منعا باتا كافة أنواع القمار ! . . و أغلقي يا حكومة هذة الكباريهات ! . . و أغلقي يا حكومة هذة الحانات ؟ . . و أين يا حكومة بوليس الآداب و كيف يسمح بهذا الرقص لهؤلاء الراقصات ؟
ولا بأس في هذا كله ، بل هو واجب بالنسبة للرعايا المسلمين . . . أو المصريين على وجه العموم . . . و لكن لماذا نفرض أحكام ديننا و تقاليدنا على هؤلاء الأجانب السائحين ؟
لقد اقترحت منذ سنوات أن تصرح الحكومة بإنشاء ( كازينوهات ) في مصر الجديدة و القاهرة و حلوان و الأقصر . . . تباح فيها أنواع القمار . . . على أن يكون دخولها مقصورا على الرعايا الأجانب . . . و محرما و ممنوعا على الرعايا المصريين .
و أن دخول قاعات اللعب – القمار – يصرح به للذي يبرز جواز سفره المثبت لرعويته الأجنبية .
كتبت في هذا فقامت قيامة بعض حضرات رجال الدين و اتهموني بالكفر و انني فاسق . . . إلي أخره .

*****

و بعد . . . يخدع نفسه من يظن أن جمال الجو أو اعتدال الجو هو كل شئ . . . و أن شتاء مصر وحده – وو حده فقط – كفيل أو يجب أن يكون كفيلا باجتذاب السائحين و إغرائهم بالبقاء اطل مدة ممكنة .
هذا خطأ . . . فان جو باريس مثلا في الشتاء لا يطاق . . . و أما جوها في الصيف فانه لا يحتمل و جو مصر ارحم منه بكثير .، و مع ذلك فان باريس دائما مزدحمة بالسائحين في الصيف و في الشتاء .. .
و حر روما في فصل الصيف لا يقل – إن لم يزد – عن حر القاهرة و مع ذلك فقد كانت روما في شهر يوليه الماضي مزدحمة بآلاف السائحين و كانت جميع فنادقها محجوزة غرفها لعدة أسابيع قادمة !
و الريفييرا – الفرنسية و الإيطالية – جوها في الشتاء كثير الزوابع و الأمطار . . . و في الصيف شديد الحرارة ثقيل الرطوبة . . . و مع ذلك فإنها تعج في الشتاء و الصيف بعشرات الألوف من السائحين . . .
أن السائح لا يطلب الجو الجميل – اللهم إلا العجزة و المرضى بين السياح و هم القلة – و لكنه يطلب التسلية و الانشراح .
و الذي يزور الأقصر ينتهي من زيارة الآثار في يومين اثنين ولا يجد بعدها ما يعمله . . أو يحمله على البقاء . . و متى حلت الساعة الخامسة مساء اضطر أن يلزم الفندق الذي يقيم فيه ، فليس هناك مسرح أو دار للأوبرا . . أو حتى سينما نظيفة . . . أو كباريه أو صالة رقص أو كازينو يمضي فيه سهرته . . . لا شئ من هذا . . فلماذا يبقى السائح في الأقصر ؟ . . بل لماذا يزورها على الإطلاق ؟! . . . من اجل الآثار ؟ ليس في الريفييرا أو على شاطئ نورمانديا أو سو يسرة أثار قديمة تزار و مع ذلك فان عشرات ألوف السائحين يترددون عليها في كل عام . . .
أن الاعتماد على جمال الجو و روعة الآثار خرافة . . و يحسن بالمسئولين أن يهضموا هذة الحقيقة . . و أن يبنوا سياستهم السياحية على الحقائق لا على الخرافات . . و أولى هذة الحقائق انه إذا أرادات مصر أن تسترد مكانتها في دنيا السياحة و أن تنافس الريفييرا و شواطئ نورمانديا و مشاتي و مصايف ايطاليا و النمسا فعليها أن تفعل ما تفعله هذة البلدان و هو أن تقبل السائح على شروطه هو . . لا شروطها هي التي تمليها جماعة الحنابلة و المتزمتين . . و إلا فكل مجهود نبذله عبث . . . مهما عزفت فرق الموسيقى و مهما سخا و أسرف محافظ الإسكندرية في الابتسام و الترحيب .
****


و بقيت كلمة أخرى أو كلمة أخيرة . . .
لقد نشرت على صفحة ( بريدي ) خطابا جاءني من ( سعودي ) و هو يشكو من سوء المعاملة التي يلقاها السعوديون ، و ليس السعوديون وحدهم الذين يشكون من قسوة المعاملة و سوء الاستقبال . . بل يشاركهم في هذة الشكوى إخواننا من لبنان و سوريا و العراق . . و لقد كتب إلي احدهم مرة يقول :
( يظهر إن موظفي الجمارك و إدارة الجوازات في مصر يعتقدون أن كل لبناني أو سوري يزور مصر هو تاجر حشيش . . و كل سعودي يزوركم يشتغل بتهريب الذهب ! ) . .
و مصر تهتم اليوم بالسياحة لأنها مصدر من مصادر الدخل القومي . . و لأنها و بصفة خاصة مصدر طيب للعملات الصعبة مثل الدولار و الإسترليني .
و اللبنانيون عندهم كافة أنواع العملة الصعبة ، و عند السعوديين الدولارات الأمريكية متوافرة . . و هؤلاء و هؤلاء كانوا يقبلون على زيارة مصر و لكننا أساءنا معاملتهم و كرهناهم في زيارة مصر فانصرفوا عنا . . .
و هم اليوم – و في هذا العهد الجديد المبارك – يودون أن يصلوا ما انقطع . . و هم لا يطلبون منا أن نوفد فرقا موسيقية لاستقبالهم في المطارات و المواني ! !
كلا . . كل ما يطلبونه أن نحسن معاملتهم و أن لا ننظر إليهم كما ننظر إلي مهربي الذهب و تجار الحشيش.

08‏/11‏/2009

التركية ترقص و تصلي (و احاديث أخرى ) : بقلم محمد التابعى

التركية ترقص و تصلي (و احاديث أخرى ) : بقلم محمد التابعى


استانبول – بالتلغراف – 3 مايو 1945

بين كل ثلاث نساء تراهن في استانبول لابد أن تجد واحدة منهن أميرة ، و غالبا ما تكون هذة الأميرة رومانسية ، حسناء ، شقراء ، فيها فتنة و سحر و جمال ، و يبدو عليها بسبة من نعمة ، و اثر من مجد قديم و تجد كل واحدة من هؤلاء الأميرات عليها مسحة من العظمة ، كذكرى أيام ذهبت و غالبا لن تعود .
مسكينات أنهن يعشن في الأمل و الخيال ، هؤلاء هن الحالمات اللاتي تحسب الواحدة منهن أن المعجزة ستحدث و تعود لها الثروة و المجد و القصور الضخمة و الخدم و الحشم . . . أما الأميرات الذكيات اللاتي يعرفن حقيقة الحال ، و يعرفن أن الأرستقراطية لن تعود إلي رومانيا من جديد ، فهن يعشن مغمضات العيون ، يحملن بالماضي و ما فيه من مجد و بذخ و لهو .
قالت لي واحدة منهن أنها كانت من أصدقاء الماريشال أنطونكور ذلك الدكتاتور الذي أحنى له الرومانيون رءوسهم ، و الذي ظن إن الدنيا أقبلت عليه و لن تذهب .
و الذي كان يحسب أن يحمله باق على الزمن ، و انه في رومانيا و انه أقوى من هتلر في ألمانيا و من موسوليني في ايطاليا . . . و في غمضة عين هوى الديكتاتور . . . و تلفت لم يجد نصيرا . . . و انقلب الشعب الهاتف بحياته إلي هاتف بسقوطه . . . و تحول حراسه إلي سجانيه ، و اضطرت محدثتي الأميرة أن تهرب من المدينة ، ثم من البلد كله خشية غضب الجماهير و لم تأخذ معها إلا المجوهرات و الفراء . . .
و لكنها بدأت تبيع مجوهراتها لتعيش . . . و سيأتي يوم قريب لا تبقى لها إلا الذكريات ، و هي لهذا تريد أن تبحث عن عمل . . . و قد فكرت أن تبيع أخر ما تملكه من المجوهرات لتفتح مطعما في استانبول ، و لكني اقترحت عليها أن تفتح مطعما في القاهرة و أكدت لها أنها ستنال نجاحا عظيما . . . و تصور لو فتحت محلا ( للحاتي ) و جلست سمو الأميرة على الكيس ، فإن كثيرا من أبناء الذوات في مصر سيفضلون أن يأكلوا اللحم غير الجيد من يدي صاحبة السمو الملكي ، على أن يأكلوها من يد المعلم محمود في محل الحاتي المعروف ، و من يعرف لا يمضي على سموها في المحل بضعة أسابيع ، و يتقدم أحد شبابنا الوارثين و يحبها و يتزوجها . . .
لأن كثير من الوارثين عندنا يحبون الألقاب الضخمة و الأسر العريقة ، حتى و لو كانت صاحنتها لا تملك من حطام الدنيا إلا محل يبيع الكفتة و الكباب.

المدينة الجديدة
------------------
و بلا شك أن أكبر نجاح لنهضة الأتراك أنها حولت المرآة التركية من حياة الحريم إلي حياة المرآة الجديدة ، أنك تجد التركيات عاملات في المحلات التجارية و موظفات في البنوك و موظفات بكثرة في الحكومة ، و تدخل الجامعات فتجد مئات الفتيات إلي جانب الشبان ، لا تجد حجابا واحدا فوق الوجوه ، و في تركيا أكثر من عشر نساء عضوات في البرلمان . . . و تجد طبيبات معروفات و عالمات . . . و أستاذات في الجامعة و ندخل محلات الرقص فنجد فتاة تركية تراقص شابا تركيا دون أن يحمر وجهها خجلا و دون أن تتلفت يمينا و يسارا خشية أن يضبطها أبوها أو أخوها في هذا الوضع المعيب .
و لكن لاحظت أن بعض الأسر القديمة في الريف – و هذا بنسبة واحد في الألف لا تزال تعارض في هذا ( المودرترم ) ففد كنت أزور أمس أسرة تركية من أقدم أسر استانبول ، فلاحظت أنها لم تتأثر كثيرا بما تراه خارج البيوت . . .
لا تزال الفتيات تحمر وجوههن عندما يلتقين بشبان أغراب ، و لا تزال نجد فتاة تحني رأسها إلي الأرض و هي تتحدث إليك . . . بل لقد حدث أن تقدم أحد الوزراء المفوضين الأجانب معنا في السهرة و أراد أن يقبل يد سيدة تركية كبيرة السن كما جرت التقاليد الأوربية ، و إذا بالسيدة التركية تسحب سريعا و تقول بالتركية .
أستغفر الله أفندم – أستغفر الله .
و أحب أن أقول إن هذا في الأسر الريفية و هي أقلية تافهة ، أما أسر العمال و الطبقة المتوسطة نزعت الحجاب و أصبحت المرآة التركية لا تقل حرية عن المرآة الأوربية و لاحظت شيئا أخر ، أن السفور لم يغير من تمسك الأتراك بالدين ، فقد رأيت فتاة ترقص في أحد الملاهي و في الوقت نفسه تصلي ، و عجبت عندما قالت لي : أنها لا تجد تعارضا بين الرقص و الصلاة ، بل يقولون هنا – أن الاختلاط رفع مستوى الأخلاق .
و كان من السهل على الشباب أن يقبل فتاة متحجبة من أن يقبلها بعد أن رفعت الحجاب ، بل أكثر من ذلك يقولون أن نسبة سقوط الفتاة في العهد الماضي كانت أكثر كثيرا مما هي الحال الآن حيث استطاعت الفتاة أن تحافظ على نفسها بفضل تعودها الاختلاف و بفضل تعليمها ، و جلست ذات ليلة مع سيدة تركية كبيرة تدعى صباح هانم ، فقصت علي قصة أتاتورك مع عبد الملك حمزة بك وزيرنا المفوض في أنقرة سابقا ، و ذكرت لي ذات يوم كانت المفوضية المصرية تحتفل بعيد ميلاد الملك فؤاد ، و في صباح اليوم أصيب عبد الملك بك في حادث سيارة ، فلما علم رئيس الجمهورية بالحادث أسرع إلي المفوضية فقابله عبد الملك بك و هو مربوط الرأس ، فقال له رئيس الجمهورية : أذهب أنت إلي الفراش لأنك في حاجة إلي الراحة ، و أنا الذي سأتولى استقبال المدعوين إلي المفوضية نيابة عنك . .
و هكذا بقي أتاتورك في المفوضية يستقبل المدعوين ، يعاونه في ذلك توحيد السلحدار بك السكرتير الأول بالمفوضية .
قلت لها : - كان أتاتورك رجلا عظيما . . .
قالت : نعم . . . إنه عرف كيف يكسب إعجاب الجميع و حبهم و احترامهم .
۞۞۞

الغلاء في تركيا .
-------------------
و تشبه استانبول القاهرة في أنها تعاني أزمة إطارات السيارات ، و في أن الصحفيين يشكون من قلة الورق و كثرة القراء ، و يبلغ ثمن كيلو اللحمة العحالي جنيها مصريا .
و كنا نسمع أن الأدوية الألمانية موجودة في تركيا بكثرة ، و كنا نكلف أصدقاءنا الذين يسافرون إليها بإحضار الأدوية ، التي أخنفت من أجزخانات مصر و لكني فوجئت بأن الأدوية الألمانية اختفت .
و قد كان معالي حنفي محمود بك وزير التجارة يقول دائما : أنه يريد أن تسافر إلي تركيا لاستحضار الأدوية الألمانية التي تعود عليها و أظن أنه لا داعي لحضوره الآن .
۞۞۞

المصريون في تركيا .
-----------------------
و يقيم في تركيا الآن عدد من المصريين أو عدد من الشخصيات اللاتي كانت تقيم في مصر . . فهنا توجد بلقيس ملكة الجمال التركية التي تزوجت في وقت ما من قيلليني فهمي باشا ، و هي تروي عن مصر حكايات تشبه حكايات ألف ليلة و ليلة ، . . و هي تريد أن تعود إلي مصر و لكنها لا تجد طريقا للعودة . . .
و يقيم أيضا هنا أبو بكر راتب بك الرياضي المصري المعروف ، و يتحدث التركية بطلاقة كأنه تركي قح . . .
و قنصل مصر في استانبول هو الأستاذ علي مرعي ، و مع أنه لم يمض عليه سوى وقت قصير في منصبه ، إلا أنه نجح نجحا عظيما ، و فهمت الآن معنى الحكمة التي تقول ( يستطيع ممثل دولة أن يجعلها محبوبة إذا كان هو محبوبا ، و يستطيع أن يجعل دولة ثقيلة الدم إذا كان هو ثقيل الدم ) .
و قد استدعت وزارة الخارجية نائب القنصل ( الأستاذ حمدي ) ، و قد أسفت لذلك أصدقاؤه العديدون هنا و سمعت بنفسي سيدة تركية تقول له : -
- لقد شرفت مصر كثيرا . . .
محمد التابعي




30‏/10‏/2009

ما يجوز نشره . . و ما لا يجوز ؟

( جريدة أخبار اليوم 2 يناير 1957 )

من السبت إلي السبت بقلم : محمد التابعي

ما يجوز نشره . . و ما لا يجوز ؟


في أحد الاجتماعات التي يعقدها رؤساء التحرير في هذة الأيام مرة في كل أسبوع ، طرح أحدنا سؤالا عما يجوز نشره من الأخبار و ما لا يجوز . .
و الموضوع متشعب النواحي . . طويل عريض . . ............. فيه يكاد تخفى حينا . . و حينا أخر يكاد يختلط بعضها ببعض . . .
الجرائم مثلا . . . هل ننشر أخبارها بالتفصيل . . . و قد يكون في ثنايا هذة التفاصيل ما يصدم الإحساس . . و تشمئز منه النفوس . . .
و من هذا مثلا .............. .................... . .
هل هذة الجرائم مما يجوز نشره في الصحف التي تدخل كل بيت . . . و قد تكون في متناول أيدي شبان و شابات . . أو غلمان في سن المراهقة ؟ .
ولا يزال نذكر حكاية الأم و ابنها التي نشرتها الصحف منذ عام أو نحو ذلك . . .
و هل مما يجوز نشره . . . تفاصيل ارتكاب الجرائم . . . و كيف اعد المجرم أو المجرمين خطتهم و كيف رسموا خطوطها و كيف نفذوها . . . و كيف أمنكهم أن يضللوا رجال الأمن . . . إلي أخره . . .
هل هذا مما يجوز نشره . . و يكون في نشر هذة التفاصيل إيحاء أو تشجيع لآخرين بارتكاب نفس الجريمة ، ما دام في الإمكان تضليل العدالة و رجال الأمن و الإفلات من العقاب ؟
و نشر مذكرات كبار المجرمين من القتلة و زعماء عصابات السطو و السرقة ؟ . . و في هذا النشر إكبار لشأنهم و شأن الجريمة .
ثم هذة الأخبار الهزلية . . التافهة . . أخبار المتعطلين الأكابر ممن نسميهم أبناء و بنات الذوات ............ .
فلان الشاب و فلانة الشابة قد رقصا معا جميع الراقصات طول سهرة ليلة كذا فى ملهى كيت . . .
لوحظ أن فلان و فلانة لا يعترفان الآن . . . فهما يشاهدان معا في النادي و في دور السينما و في . . و في . . إلي أخره .
الممثلة فلانة . . أو المطربة علانة . . عندها ثلاثون فستانا و خمسون حذاء . . .
يقال أن أحد كبار رجال الأعمال يريد أن يطلق زوجته كريمة أحد أصحاب الملايين . . ( و الخبر كما ترون لم يذكر الأسماء . . . فهو إذن ................ ............... في موازين الأخبار ، إن كان لمثل هذا الخبر وزن و قيمة ) .
إلي أخره . . إلي أخره . .
و في هذا و مثله دارت المناقشة في اجتماع رؤساء التحرير .
و كان من رأي بعض الزملاء أن نشر مثل هذة الأخبار يجوز . . لأنها تعطي صورة صحيحة للمجتمع الذي نعيش فيه .
و لكن هل يجوز نشر كل ما يقع في هذا المجتمع لكي تكتمل هذة الصورة الصحيحة ؟
أليست هناك قيود أو استئناءات من هذا الإطلاق ؟ . . أم أن الجواز مطلق لا يحده قيد ؟ .
و في هذا اختلفت الآراء . . .
و كان لابد للآراء أن تختلف . . .
فأنا لا أوافق على نشر تفاصيل الجرائم القذرة ! . . الجرائم التي تصدم الإحساس بالقيم الأخلاقية و القيم الإنسانية . . و التي تنزل بالإنسان إلي درك البهيمية و الحيوان . .
ولا أوافق على نشر تفاصيل ارتكاب الجرائم . . !
يكفي أن يقال أن فلانا قتل فلانا . . أو أن لصا سطا على دار فلان و سرق منها كذا و كيت . . يغفل ذكر الوسائل و التفاصيل التي اتبعها القاتل . . أو اللص في ارتكاب جريمته . . لأن في نشؤ هذة التفاصيل ( دروسا ) لكل من يريد .من تسول له نفسه أن يسرق . . السينما بقوة على أفلام الجرائم و الشذوذ . . . و كثيرا ما يتهكم عليها .............. ساخرة ما الذي يستفيده الجمهور من عرض مثل هذة الأفلام ؟ !
و لكل أن يلاحظ الضعف بدروها و يتهكم و يسألها ما الذي يستفيده الجمهور من نشر أخبار هذة الجرائم . . و هذة الحوادث ؟ .
لكي تكتمل صورة صحيحة للمجتمع ألا ............... الصورة . . .
و يستطيع المجتمع دائما أن يحيا و أن يسير في طريقه من غير حاجة إلي نشر هذة الصور .

**********
ثم هناك وجه أخر للمسألة . . .
في الصحف إعلان ................ و داخل .......... ............... يقول ( نعتذر لأصحاب الرسائل من قدم نشرها لكثرة المواد . . أو لضيق المقام ) .
و قد يكون في رسائل القراء شكاوي تمس المصلحة العامة عن قرب . . و قد يكون فيها بحث مفيد أو اقتراح يفيد الجمهور . . . أو إثارة مسألة من مصلحة الرأي العام أن تطرح على البحث .
و لكن الصحف تعتذر عن عدم النشر لضيق المقام . . .
و لكي توفر مساحة لنشر هذة الجرائم و التفاهات ! ؟

محمد التابعي .

01‏/05‏/2009

عريـس اليــوم

مؤسسة أخبار اليوم

تاريخ النشر : 1/7/1964

عريس اليوم


مواطن مهذب فيما أعتقد .. كتب إلي أخيرا يقول أنه يريد أن يتزوج ولكن أين هي "بنت الحلال" !!
وبعث إلي بصورته الفوتوغرافيه مع خطابه . . .
ونفهم من هذا كما فهمت أنه يريد أن أنشر صورته لعل احدي بنات الحلال تعجب به . . وهكذا - وعلي يدي – يتم التوفيق بين راسين في الحلال . .
وأقول للسيد المواطن المذكور أن ليس من عمل الصحفي أن يقوم بدور الخاطبة أو البلانة وأنه يوجد في صفحات الإعلانات في الأخبار وأخبار اليوم وغيرهما (اعلانات مبوبة) وأنه يمكنه أن يرسل اعلانا تحت عنوان (مطلوب زوجه بنت حلال) ولا بأس من نشر صورته ولو ان هذا سوف يكلفه أجرا مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات . .
وبهذه المناسبة أقترح علي أخبار اليوم . . لم لا تنشر (عريس اليوم ) أسوة ب ( عروس اليوم )
صورة العريس وتحتها مثلا ... اسمه كــذا ... وثقافته كذا ... وهوايته (موازيه) خلق الله ... من سكان الحسينيه أو المدبح.
فالبرفاء والسكاكين ... والشوم والبنين ! ...


محمد التابعي