روز اليوسف العدد 44 – 16/6/1927
الأسبوع – حوادث و خواطر
النهضة النسائية
محمد التابعى
نشرت الصحف الأمريكية خبرا فحواه أن مس أنا مورجان قد أعتزمت أن ترشح نفسها لكرسى رئاسة جمهورية الولايات المتحدة فى الأنتخابات القادمة التى سوف تقام فى عام 1928 و أن السيدة المذكورة كبير الأمل فى فوزها.و لو كانت جدتى على قيد الحياة، لعدت عمل مس مورجان قلة حيا و مرقعة و كلام فارغ و قالت أن بنات اليوم يستاهلوا قصف رقبتهم.و لكن جدتى أدركتها رحمة الله و هى فى شرخ الشباب لم تتجاوز الثمانين ربيعا من عمرها، بعد مرض عضال أعي علاجه فن "الوصفات البلدية" و ضرب و توبيخ حفيدها الكاتب؟و كم كنت أود أن اسمع اليوم رايها فى النهضة النسائية الحالية، و لكنها ماتت و هكذا فقد التاريخ و ضاع على الأجيال المقدمة، ما كانت ستقوله جدتى فى النهضة النسائية و فى كل مس مورجان فى علم الوجود, أما جدات و أمهات اليوم و على رأسهم هدى هانم شعراوى، فسوف يهللن للخبر، و ينتظرن بفارغ الصبر يوم يعلن فوز مس مورجان فى الأنتخابات و تربعها فى اليت البيض فى واشنجتون.و ليس بكثير على امريكا بلد العجائب أن تولى ثقتها أمراة و أن تضع بين يديها الناعمتين زمام السلطة التنفيذية.كذلك، ليس بعزيز على الزمن و تقلباته أن نرى فى مصر يوما ما صاحبات معالى و دول، و أن يعلن محل أرام كريجيان أنه متعهد الكحل و الخطوط الوحيد لحضرة صاحبة العصمة رئيسة الوزراء، و أن تقرأ فى الصحف أن وزيرة المعارف قد وضعت غلاما جعله الله قرة عين معالى أمه! و أن بوليس الموسكى قد القىالقبض على بعض الشبان لأنهم كانوا "يتمحكون" و يعاكسون صاحبة المعالى وزيرة الحربية.لا! ليس بعزيزعلى الزمن أن نصبح يوما فاذا النساء رجالا و أذا الرجال من ربات الخدور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق